بسم الله الرحمن الرحيم
تحقيق التوكل لدى العبد لا ينافي السعي والأخذ بالأسباب، التي قدَّر الله عزّ وجل المقدورات بها،
وجرت سنة الله في خلقهِ بذلك، فالله سبحانه وتعالى أمر العبد بالأخذ بالأسباب، كما أمرهُ بالتوكلِ عليه سبحانه، فالسعي في الأسباب يكون بالجوارحِ طاعة لهُ،
والتوكل على الله يكون بالقلبِ إيماناً بهِ سبحانه.
ملاحظة
يمكنك وضع رد: قصة قصيرة, أو نصيحة تحد من وقوع خطر, لا تعلم فمن الممكن أن تنقذ بها نَفس أو أكثر من الأذى.
مثلاً: ماذا تفعل السجائر في الرئتين.. الإكثار من مشروب الطّاقة.. العبث بسلاح ناري, او ماذا تفعل المخدرات بأنسجة الدماغ
مع مراعاة عدم وضع أي صورة تؤذي المشاعر, ويفضّل عدم وضع صور أو فيديوهات.
وأيضاً لا تحوّل الموضوع لقسم أخبار عن الحوادث, مثلاً حادث قطار او طائرة أو غرق من التي تحصل يومياً
إلا اذا حصلت قصة أمامك او كنت تعرف عنها مسبقاً وترغب بالتحذير منها.
يمكنك تحذير الأعضاء والقرّاء أيضاً من برنامج معين, ممارسة او عادة بذيئة, مواقف تحصل أمامك دائماً وتزعجك
أمثلة: إلقاء القاذورات من نوافذ المركبات أو المنازل, شغب الملاعب, حد يتصل عليك 30 الف مرة في الدقيقة
والله يحميكم من كل شر ومكروه.
-----------------------------------
قبل البدء أرجو منكم قراءة هذه المّادة ان كان لديكم القليل من الوقت, شكراً,
تزوج شابٌ من فتاة يحبّها وتحبّه, وأقاما حفل زفافِ متواضع مليئ بالبهجة والسعادة,
وبعد انتهاء حفل الزفاف توجها لمنزل الأحلام لقضاء ليلة العمر,
توفيا معاً في تلك الليلة,
واستفاق سكّان المنطقة على فاجعة لن ينساها أحد.
لم تكن سكتةَ قلبية أنهت حياتهما من الفرحة, ولم يختبئ بفراشهما ثعبان سام
في فصل الشتاء, لا يُعقل ان تكون غرفة الزوجين بلا تدفئة,
وكانت مادة "الغاز" تتسرب من المدفأة دون أن يشعرا بها ولم يكن هناك أي منفذِ للهواء في الغرفة المغلقة
توفيا اختناقاً بمادة الغاز ونقص الأكسجين.
قد تقول أن الخلل الفني في المدفأة وراء هذه الحادثة, وقد تقول ان الغرفة تُركت بلا تهوية, وغيرها
لكن هذا ما حصل ولا مجال للرجوع.
في فيديو سابق وضعته حول موضوع الزواج, هل هو اختيار ام نصيب؟
تطرّق صاحب الفيديو إلى موضوع القضاء والقدر وتحدث عنه بطريقة عقلانية وشرعية لأن الكثير يحكمون على الأمر دون ان يُتعبوا انفسهم باستيعابه
الله عزّ وجل جعل الإنسان "مخيّر" وكتب ما سيحصل لأنه يعلم الغيب, يعلم مسبقاً بحدوثه, وهناك المعجزات تحصل بإرادته وقتما يشاء إن أراد,
قدرة إلهية لا يستوعبها العقل البشري
فلو نظرنا لأذكى المخلوقات بعد البشر, مثلاً منها: "الببغاء".. ذكي ويفهم الإنسان
إلاّ أنه لا يستطيع أن يصنع لك كوباً من القهوة, أو أن يلقي على مسمعك بيتاً من الشّعر من تلقاء نفسه, أو أن يجيب على أسئلة امتحانِ في الفيزياء
تخيّل.. ببغاء يمسك بورقة وقلم ويقوم بحل معادلة حسابية فلا يستطيع ويحاول الغش من صديقه البطريق!
لأنه عقله لا يستوعب قدرات الإنسان.. فكيف يستوعب الإنسان قدرات خالقه وخالق الأكوان؟.
القضاء والقدر بالحوادث, أول ما سيٌعلق عليه البعض: "ياخي هذا قدره, الله كتب له ان يصاب بالحادث". نعم صحيح هذا قدره
ولا يستطيع أي كائن أن يُفلت من القدر مهما فعل بلا شك,
لكن هل يرضى الله عنك عندما ترمي بعقب سيجارتك في حديقة وتتسبب باحتراق الأخضر واليابس؟
هل يجبرك القدر على ان تقود مركبتك بسرعة جنونية وتصدم حافلة ركاب وتؤذي كل من فيها؟
هناك حوادث تحصل رغماً عنّا, وهناك حوادث نتسبب بها من غير قصد, وهناك حوادث تحصل نتيجة عدم انتباهنا لأمور بسيطة.
فمثلاً سيدة كانت تلعب بهاتفها النّقال وتركته على الشاحن أثناء فترة نومها, فاحترق هاتفها وأحرقها واحرق أطفالها وزوجها الذي كان ينام بجوارها
أحدّثكم عن الأمر وكأنني شخص حريص جداً رغم ان الله لطف بي عدة مرّات عندما كنت استفيق على سخونة هاتفي بعد ان أغفو وهو على بطني
وهو "مشبوك بالشّاحن" أيضاً.. ولا زلت ارتكب نفس الخطأ.
الهدف من الموضوع ليس البحث عن الأسباب, ولا اللوم أو العِتاب انتبهوا,
الهدف هو المحاولة قدر الإمكان من عدم تعريض الأنفس للخطر أو الإستياء,
لأن الله أمرنا بذلك, لكن لا تبالغ, إحذر أن تُرهق نفسك بالأخذ بالأسباب, ولا تعتمد عليها كل الإعتماد,
ليكن اعتمادك على الله وتوكل عليه دائماً.
مقتبسة هامّة:
يغفل الكثير من الناس عن التوكل على الله سبحانه وتعالى، ويقفون على الأسباب الظاهرة المحيطة بهم،
ويُتعبون أنفسهم بالأخذِ بالأسباب، ويجتهدون غايةَ الاجتهادِ،
ومع هذا كله لا يأتيهم إلا ما كتبهُ الله وقدَّرهُ لهم، ولو أنَّهم إلى جانب أخذهم بالأسباب حققوا التوكل على الله سبحانه بقلوبهم لساق الله إليهم أرزاقهم،
مع أدنى وأصغر سببٍ. كما يَسوق للطيور أرزاقها، بمجردِ الغدو والرواح وهو سعيٌ للرزقِ يسير.
اللهم إنا نسألك المغفرة وحسن الخاتمة